بقلم ليزا باين، مدرّبة شخصية معتمدة

مع اقتراب نهاية العام الحالي، عادة ما يتبادر إلى أذهاننا سؤالان: كيف انقضى هذا العام؟ وكيف نُصبح أفضل حالًا في العام الجديد؟   

ينبغي أن يكون رأس السنة يومًا مخصّصًا للاحتفال والاستمتاع. ولكنّنا نبدأ العام الجديد عادة برفع سقف توقّعاتنا بدلًا من ذلك. تبدو قرارات العام الجديد أشبه باستعراض لسير الأعمال في نهاية العام أكثر منها أهداف تحفيزية وإيجابية. لذلك، فمن الأفضل أن تبدأ الالتزام ببعض الممارسات الصحية يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع بحيث تصبح تلك الممارسات في النهاية عادات صحية تدوم مدى الحياة.  

يمكنك إدخال تلك العادات الصحية الخمسة إلى روتينك في العام الجديد:

1. إجراء فحص صحي سنوي

لا تزال بحاجة إلى فحص صحي سنوي حتى وإن لم تكن قد أصبت بنزلة برد منذ عدة سنوات. الرعاية الوقائية تحتاج إلى بعض الإجراءات الاستباقية ولكنّها تستحق هذا العناء دائمًا. إنَّ مهمة طبيبك الخاص هي مساعدتك على العناية بصحتك وتقديم توصياته التي تعزّز صحتك البدنية والنفسية. ومع تقدّمنا في العمر، نصبح في أمس الحاجة إلى إجراء بعض الاختبارات والفحوصات مثل تنظير القولون وتصوير الثدي الإشعاعي. سوف يساندك طبيبك دائمًا بحيث تتمكّن باستمرار من أن تعيش حياتك بشكل أفضل. وكل ما عليك فعله هو تحديد موعد مع الطبيب!  

2. ممارسة الرعاية الذاتية

تعني الرعاية الذاتية أكثر من مجرد الحصول على جلسة تدليك هنا أو هناك. فهي تتضمّن تلك الأشياء التي تعمل على تعزيز صحتك البدنية والنفسية والاجتماعية والروحية. فممارسة التأمل واليوغا والتجمّعات الاجتماعية والوخز بالإبر والعلاج العطري والإجازات وتناول الطعام بشكل جيد وممارسة الرياضة بانتظام تعد جميعها أشكالًا للرعاية الذاتية. وقد يكون القيام بشيء بسيط مثل استخدام الزيوت العطرية على رقبتك ومعصمَيك قد يكون له أثره المهدئ للجسم و قد يُساعد على تقوية جهازك المناعي أيضًا. عندما تعتني برفاهِيتك، فهذا يعني أنك اخترت المشاركة بشكل فعّال لتحسين صحتك.

3. ممارسة تمارين القوة

تعتبر تمارين القلب والأوعية الدموية والأنشطة اليومية التي نمارسها أمرًا  في غاية الأهمية بالنسبة لصحة الجسم. يمكنك البدء في ممارسة رياضة رفع الأثقال في هذا العام إذا لم تكن قد مارستها من قبل. تساعد العضلات على تعزيز التمثيل الغذائي وتحسين وضع الجسم والحفاظ على صحة المناعة والعظام. ونحن نعاني في كل عام بعد عمر الخامسة والثلاثين من فقد 1-3% من الكتلة العضلية لأجسامنا. لذلك، فمن المهم إدخال تمارين القوة إلى نظامك الرياضي مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع.

4. إغلاق هاتفك

هل سبق وأن مررت بتلك اللحظة التي تبحث فيها جاهدًا عن هاتفك المحمول أثناء قيامك بمكالمة هاتفية بالفعل. لقد حان الوقت للتخلّي عن تلك العادة. وقد اكتشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2017 على مستهلكي هواتف ديلويت العالمية أنَّ 80 بالمائة من مالكي الهواتف الذكية يتفقدون هواتفهم في غضون ساعة من موعد الاستيقاظ أو الخلود إلى النوم مع قيام 35 بالمائة منهم بذلك في غضون 5 دقائق1.   

عندما تكون مشغولاً بهاتفك الخلوي ، فإنك لا تستطيع التركيز في اللحظة الحالية ولا تتمكّن من إدراك العالم من حولك. وعدم الاستغناء عن تلك العادة قد يتسبّب في حدوث بعض الاضطرابات في النوم وارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات التوتر. إذا كنت تواجه مشكلة في التخلّي عن التكنولوجيا، يمكنك استشارة طبيبك الذي قد يوصي باستخدام أدوات أفضل تساعدك على التخلص من التوتر أو بعض المكمّلات الطبيعية التي تساعدك على الخلود إلى النوم مثل المغنيسيوم والميلاتونين إذا أقر الطبيب تناولها.

5. تحضير وجبات خفيفة في متناول اليد

عندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يقل مستوى الطاقة في الجسم وتنخفض سرعة التمثيل الغذائي. لذلك، فإنَّ الحفاظ على ترطيب جسمك والشعور بالشبع طوال اليوم يجعلك أفضل صحة وإنتاجية. لا تبقى أبدًا بدون طعام في فترة ما بين الوجبات. يمكنك الاحتفاظ ببعض الوجبات الخفيفة مثل الفواكه وألواح البروتين والبذور والمكسّرات بل يمكنك حتى الاحتفاظ ببرطمان من زبدة المكسّرات وملعقة صغيرة داخل حقيبتك أو درج مكتبك أو حقيبتك الرياضية أو داخل السيارة. فعندما تكون جاهزًا، تكون أقل عرضة للشراء من آلة البيع أو الإفراط في تناول الطعام في وجبة العشاء.

عندما تصبح ممارسة التمارين والتخطيط لوجبات صحية وزيارة الطبيب بانتظام جزءًا من جدول أعمالك، لن تحتاج وقتها إلى اتخاذ قرارات صعبة المنال  في رأس السنة. اتخذ موقفًا أكثر إيجابية في رأس السنة الجديدة بحيث تصبح صحتك أفضل كل يوم من اليوم السابق!

المراجع:

  1. Richter, Felix. “Infographic: America's Smartphone Addiction.” Statista Infographics, 20 June 2018, www.statista.com/chart/12403/smartphone-addiction/.