بقلم الدكتور تاز بهاتيا، دكتوراه في الطب

أنت تعرف أهمية ما تأكله وكيف يؤثر على بقية جسمك لكن ما قد لا تدركه هو كيف يتم هضم طعامك في جسمك. هذه العملية مهمة، لأن الجهاز الهضمي ليس مسؤولاً فقط عن تجزئة الطعام، ولكنه مسؤولاً أيضاً عن امتصاص العناصر الغذائية المهمة في الجسم. هذا هو الجزء الذي نتجاهله كثيراً، وتُظهر الأبحاث أن تلك العملية هي المحفز لكثير من أمراض الجهاز الهضمي، مثل تسريب الأمعاء، وارتجاع الحمض، ومتلازمة القولون العصبي، ومرض كرون. 

ما هي الأنزيمات الهاضمة؟

الأنزيمات الهاضمة—يتم إنتاج بعضها بشكل طبيعي في جسمنا من البنكرياس - وتساعدنا في تجزئة الطعام الذي نتناوله إلى جزيئات أصغر قابلة للامتصاص. ولكن هناك طريقة أخرى للحصول على الإنزيمات الرئيسية - من خلال الأطعمة والنباتات التي نتناولها - وهذه الإنزيمات تؤدي وظيفة مختلفة. إنها تساعدنا على امتصاص العناصر الغذائية الحيوية التي نحتاجها للحفاظ على صحة جيدة. عندما تتناول القليل من الأطعمة المغذية، مثل الخضروات والفواكه والأعشاب وتناول الكثير من الأطعمة المصنعة، لن تحصل على الإنزيمات الهاضمة التي تحتاجها. هذه مشكلة، لأنه بدون هذه الإنزيمات، فإن الجسم يبذل الكثير من الطاقة على هضم ما تأكله، مما يتركك مرهقاً وبحاجة إلى تغذية، والأسوأ من ذلك كله، ملتهباً من الداخل. يؤدي هذا الالتهاب دوراً في العديد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم. 

ما هي متلازمة تسريب الأمعاء؟ 

يمكن أن يسبب نقص الإنزيمات الهاضمة إلى متلازمة تسريب الأمعاء، وهي نتيجة سيئة أخرى للالتهابات المزمنة في الجهاز الهضمي. هناك العديد من الأمور التي تسبب تسريب الأمعاء، بما في ذلك الإجهاد، والأدوية، وخيارات الطعام الرديئة أو منخفضة الجودة، والكحول، والسجائر، وحتى التغيرات الهرمونية. قد تتساءل، ماذا يعني مصطلح "تسريب" حقاً؟ في الأساس، تمتص الأمعاء السليمة العناصر الغذائية، ولكن الأمعاء غير الصحية "تُسرب" العناصر الغذائية، والتي بدورها تؤدي إلى التهاب الجسم. 

6 خطوات لشفاء أمعائك

  1. توصياتي العامة لعلاج تسريب الأمعاء - وتعزيز صحة الأمعاء بشكل عام - تبدأ بالطعام. كثيراً ما أقترح أن يقوم المرضى أولاً بإزالة الغلوتين والألبان من نظامهم الغذائي، لأن هذه البروتينات قد تكون صعبة الهضم على جسمك، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة بطانة الجهاز الهضمي الملتهبة بالفعل. نصيحة أخرى هي الحد من تناول الكحول والحلويات، لأن هذه أيضاً تزعج أمعائك. التزم بما لا يزيد عن أربعة مشروبات كل أسبوع ولا تجعل ما تتناوله من السكر المكرر يزيد عن 40 جراماً يومياً. 
  2. تعتبر إضافة الأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على إنزيمات هاضمة استراتيجية رائعة لتحسين صحة الجهاز الهضمي وتسريب الأمعاء. يحتوي الأفوكادو على إنزيم الليباز، وهو إنزيم يساعد على هضم الدهون، بينما الأناناس والبابايا غنيان بالأميلاز، الذي يفتت النشا. يحتوي الموز والكيوي أيضاً على إنزيمات هاضمة ويعمل الزنجبيل كعامل مساعد في الجهاز الهضمي أيضًا.
  3. يمكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية على شفاء تسريب الأمعاء، تشمل تلك المكملات البروبيوتيك والبكتيريا الحية والخميرة. أوصي بتناول مكملات بروبيوتيك عالية الجودة للمساعدة على تحقيق التوازن بين الميكروبيوم (البيئة التي تزدهر فيها هذه البكتيريا) وتحسين عملية الهضم وامتصاص الجسم للمغذيات. أقترح البحث عن عدد مستعمرات مرتفع (فوق 20 مليار وحدة بناء مستعمرة). 
  4. للحصول على مشروب غني بالبروبيوتيك، ارتشف كومبوتشا! إنه أحد المشروبات المفضلة لعائلتي - حتى الأطفال يحبونه. يمكنك شراء كومبوتشا جاهزة أو اصنع كومبوتشا خاصة بك في المنزل. الكفير غيرالمشتق من الألبان، ومرق العظام، والخضروات المخمرة هي مصادر بروبيوتيك مستمدة من الطعام.
  5. إل-غلوتامين هو حمض أميني له فوائد في التئام الأمعاء المتسربة وعلاج سوء الامتصاص. أضف غرام أو غرامين من الغلوتامين إلى عصير الصباح المفضل لديك فهي حيلة أخرى لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
  6. أخيراً، يمكن أن يؤدي تناول مكملات الإنزيمات الهاضمة إلى تحسين مشكلة امتصاص العناصر الغذائية من الطعام. اختر إنزيماً يحتوي على الأميليز والليباز والبروتياز. تحتوي بعض الإنزيمات الهاضمة أيضاً على حمض الهيدروكلوريك أو حمض الهيدروكلوريك، للمساعدة على هضم الطعام.

حالة أمعائك هي المفتاح لصورتك الصحية بأكملها! من الهضم إلى وظيفة المناعة، ومستويات الطاقة وتوازن الهرمونات - إذا كنت تهتم الاهتمام الكافي بإصلاح الأمعاء وتوازنها وتغذيتها، فمن المحتمل أن ترى تأثيرًا على جسمك بالكامل